07‏/06‏/2009

العلم


اليوم وأنا في طريقي متجهة نحو الجامعة رأيت منظراً قد يعتقدة الآخرون منظراً عادياً وقد يكون بنظر آخرون شيئاً جميلاً لكنه في نظري شيئ ٌ مأساوي حرك في داخلي شيئاً غريباً لم أعي حتى الآن ما فحواه أتدرون ماهو ذلك المشهد ، قد تستغربون كثيراً وقد تعتقدون بأنني مصابة بالجنون لذلك لا تستعجلون في الحكم علي حتى أعرض لكم وجهة نظري بعدها يحق لكم أن تحكموا عليّ

لقد رأيت شاباً يبدو أنه طالباً في كلية العلوم وبيده لوحه أظنها مجسم مصنوع من الفلين يوضح تركيب النواه وبجانبها شكل أيضاً يوضح تركيب المفاعل النووي وقد كان يتحدث الى زميل له ،

الشاب : يالله الحمدلله خلصنا من هذه الرسمه ، ومن هذه الماده هي والدكتور الذي بيدرسها ؟

زميله : لكن يا فالح لو يسألك ويقول لك اشرحها ؟

الشاب : قد الرسمه تكفي قلك اشرحها وأنا مادراني ما هيه عشان اشرحها ، يشرحها هو !!!


قد يبدو هذا المشهد للوهلة الأولى شيئاً عادياً لكنه بالنسبة لي ليس كذلك . لماذا؟؟؟

لأنه ذكرني بعلاقتنا بمختلف العلوم التي درسناها وندرسها حتى الآن ، علاقة تجافي (من بعيد لبعيد) أي الكثير من الكلمات نحفظها ونلوكها بأفواهنا صباح مساء ونرددها كما الببغاء لنحتفظ بالقليل منها ونذهب الى قاعة الأمتحان ونصهرها ونسيحها حبراً على ورق الأجابة لنحصل في الأخير على تلك الشهادة الورقية التي ينتظرها الجميع منا مكتوبٌ عليها كلمة ناجح أو منقول لتنطلق الزغاريد من كل مكان ونسمع كلمات الأطراء والتبريكات من الجميع حتى من العم أحمد الذي يتوجه نحوي في كل مره أنجح فيها .. ويسألني : لماذا الناس فرحون هكذا ؟! هل جاء العيد ؟!!

ليته كذلك ياعم أحمد ؟!!!

هكذا هو حالنا مع العلم ، العلم الذي لا نعرف منه إلا أسمه وتلك المقولة التي حفظناها من أغلفة الدفاتر (( العلم نور والجهل ظلام )) ..كيف ؟!! لا ندري ؟!
اننا الى الآن قد لا نعي ما معنى أن يكون العلم نوراً للأنسان ينير له دروب الحياه ويرشده ويساعده في أن يشق طريقة الوعره للوصول الى الهدف السامي والنبيل وأن يكون كما شاء له الله أن يكون ، وكما هو الجدير به أن يصبح ، أن يصبح عضواً معمراً في هذه الأرض وخليفة الله على هذه البسيطة .


العلم وكما ذكرت آنفاً لا يمثل لنا إلا بضع كلمات نقرأها في الكتب وحتى العلوم التطبيقية والتجارب العلمية نحفظ خطواتها ونتائجها بدون أن نطبقها ونسمي كل هذا علماً ، كيف لنا أن نطلق عليه علماً ، العلم هو العلم بالشيء ورؤيته ومعرفته وتصديقه والأعتقاد به وأن لنا ذلك ونحن لا نعلم شيئاً مما نتعلمه ولا ننطبق شيئاً ولا ننجز شيئاً ولا نصنع شيئاً ولا نصل أو نتوصل الى شيئ . .

يبدو اننا أناس لا نجيد إلا ............. إلا عمل المكائد لبعضنا البعض, و...............


هل أدركتم الآن لما أنا غاضبه ..


ليست هناك تعليقات: