16‏/02‏/2011

رقصة الاقنعة


كان هذا العنوان لمسرحية قرأتها وأنا ما زلت في الثالثة عشر من عمري لا أتذكر كاتبها وأجزم أنني لم أفهمها جيداً حينذاك إلا أنني كنت استمتع عند قراءتها لكنني الآن لا أتذكر إلا القليل من الحوارات وحتى أسماء الشخصيات لم أعد أتذكرها .

عاد بي الحنين الى تلك المسرحية عندما شرعت في كتابة هذا الموضوع فجعلت أفتش عنها في كل حاجياتي وكتبي الذي أصبح البعض منها مهترئ واصبح سبباً دائماً للشجار بيني وبين أمي لأنها دوماً تطلب مني أن أتخلص من بعض اوراقي وكتبي القديمة للتخفيف من الاكوام المتراكمة والتي اخذت حيزاً لا بأس به من بيتنا الصغير.
المهم انني فتشت عنها لكن لم أجدها استعدت بعض الذكريات مع كتبي ودفاتري ومرت بعض الاطياف الجميله بخاطري ثم يئست من ان اجدها فعدت لأكتب موضوعي .. إذا فالنعود مره أخرى الى الاقنعة .. ما دعاني الى الكتابة عن الاقنعة والاقنعة هي جمع كلمة قناع وهو الغطاء الذي يستخدم لأخفاء شيئ ما ..
لكل منا أقنعة يستخدمها والفقير هو من يمتلك على الاقل قناع واحد يبدله بين الحين والآخر ..
في كثير من الأحيان تشعر بالحاجة الى وضع قناع على شخصيتك الحقيقية ليجملك في عيون الآخرين أو لتحظى برضاهم عنك ..
وهناك أنواع وأنماط كثيرة من الناس لا تكتفي بقناع واحد فقط لتخفي حقيقتها والتي غالباً ما تكون حقيقة بشعة ومشوهة لذلك يلجئون الى الكثير من الاقنعة لتغطية هذا التشوه والخبث ليستمروا في خداع من حولهم ..
ثم اذا جن الليل عليهم نزعوا كل هذه الاقنعة لتظهر وجوههم الدميمة ونفسياتهم الدنيئة ويترعون كؤوس من الفرح ويرقصون رقصة الأقنعة إحتفاءً بإنتصاراتهم وجدوى خداعهم الذي لم يكتشفه أحد بعد ..

وهناك نوع آخر من الناس عانى كثيراً من طيبته الزائدة واستغله الكثيرون وهزءوا منه فعمد الى شراء قناع ذو ملامح قاسية ليخفي بها فيض طيبته الفطرية التي جبل عليها ليحظى بالاحترام في زمن لم يعد يقدم فيه الاحترام الا لذوي الملامح القاسية البغيظة لكل منا جانب في شخصيته يعتقد أنه سلبي ويجب إخفاءه عن الناس ومواراته ليشعر بالأمان الداخلي .. لكنني أعود وأقول أن الطيبة ليست عيب لنخفيها .. الصراحة ليست عيب .. قول الحق ليس عيب وعلى ذكر هذه العباره فما يجري على الساحة الآن والاحداث المتسارعة اليوم لا تمثل الا طاقات الصبر المتفجرة للشباب التونسي والمصري الذين ضاقوا ذرعاً بالاقنعة التي منعتهم من التنفس وأعاقتهم عن الكلام لردحً من الزمن .. حانت ساعة الصفر وحطموا كل أقنعة الخوف والذل والخنوع والسكوت التي ألجمتهم عن المطالبه عن حقوقهم والتي أرتضوها لأنفسهم وأختفوا ورائها وتواروا ضناً منهم أنهم بذلك سيحققون الأمان والعيش الكريم الذي كان أقصى أحلامهم ..
ما أريد قوله من هذا كله هو أن هناك نوع من الناس تكيفوا واكتفوا بهذه الاقنعة خياراً لهم حتى لم تعد تفرق بينهم وبين القناع الذي يضعونه فتنخدع بهم فعندما يبتسم لك يخفي وراء قناعه انياب الغدر والخيانه .. الكثير من هؤلاء لا أجد من مسمى لهم سوى أنهم مصاصوا دماء طاقات الشباب وتجار الاحلام والطموحات والصاعدين على اكتاف الشباب الى مآربهم المشبوهة ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

طرح رائع
سلمت أناملكِ