26‏/10‏/2010

تمرد

يوم ممطر في موسم ليس بموسم المطر أظنه تمردٌ تعلنه السماء احتجاجاً ورداً على ألف ألف تمرد تعلنه الأرض يومياً ..هذه المرة لم تنتظر السماء حتى يحين الموعد الذي خصصته لنزول تمردها على هيئة زخات أمطار وأصوات برق ورعد يخطف الأبصار والأسماع محاولة منها شبه مستمرة لتغسل القلوب والذنوب ، لتطفئ نيران الحروب ولهيب الدمار وتعلن عن حلول هدنة النفوس وفسحة للتأمل .. لتوقف ولو مؤقتاً كل أشكال التمرد الأخرى .. تمرد الجماعات على الأنظمة السياسية .. تمرد العقول .. التمرد على الأديان.. تمرد الكلمات . . وصولاً إلى التمرد المؤدي إلى الجنون .
تمرد السماء دائماُ قوي وحاسم يطغى على كل التمردات ويطفئها ويحيلها دماراً وأشلاء تُجرف مع آخر قطرات ماء تسقطها ليذهب كل ما كان وينجرف بعيداً إلى ارض غير تلك التي نشأ بها فيقضي ما تبقى له من حياه في ارضٍ أخرى بعيداً عن كل ما ألفه ،غريباً ، حقيراً، مهاناً، صاغراً ، ذليلاً ، مجزئاً إلى أشلاء تهزها وتعبث بها الرياح .
لكنك أيها المطر هذه المره جئت مختلفاً !
ما بال صوتك أيها المطر هادئاً هذه الليلة على غير عادتك المعهودة !
لما أخال صوتك هذه المرة جاء وديعاً مبحوحاً !
أم تراك استبدلت هديرك ودويك القوي الذي يعزف إيقاعات سيمفونية الحياة والموت ، الضعف والقوة في قلوبنا ويرسلها إلى أسماعنا في كل مره، بهذه الانسيابية الرتيبة والمملة التي تبعث على الشعور بالنعاس عند سماعها .
أهذا هو حل استثنائي ؟ لأنك جئت في وقت استثنائي أيضاً ؟
أم تراك تناور وتغير استراتيجيك لتفاجئنا وتخرج عن المألوف ؟

مهما كانت دوافعك إلا أنني سأصارحك أيها المطر لطالما أبهرتني قوتك وعظمتك فالتعود إلى حالك السابق وحافظ على بهائك وعظمتك تلك فأنا اعشق القوة اعشق البهاء والكبرياء وامقت الضعف والرتابة .

ليست هناك تعليقات: