18‏/09‏/2010

سراب


تتقلب الأمزجة .. وتختلف الأحاسيس .. تتفاجأ يوماً ما أنك كنت نائماً .. ولم تستيقظ إلا في هذه اللحظة ..
سنيناً طويلة انقضت وأنت نائماً غير مدركاً لأي شيئ من حولك لتستيقظ فجأة على واقع لم تكن تحسب له حساب !
تدرك أنك كنت مجرد مطية يمتطيها الآخرون للوصول إلى صهوة الفرس يدوسون على ظهرك بأقدامهم المتسخة بأقذار خطيئاتهم البشعة لينالك شيئاً منها فتلتصق بك شيئاً منها دون أن تدري !!
تقول حينها مذهولاً ومدركاً لما أنت فيه .. يالي من مغفل ؟!!
لن تكون قادراً على فعل أي شيئ سوى أنك ستنهار وتضرب خديك بكلتا يديك حتى تدميهما , وعيناك ستذرف ماءً مالح ودافئ ينهمر بغزارة ليشكل فيضان من دموع تغمر خديك المدميان لتطفئ النيران التي أضرمتها فيهما ..
يخيل اليك للحظة أنك لربما ادخرت دموعك هذه طوال مدة حياتك المديدة السابقة لمثل هذه اللحظة , ستشعر بغصة مريرة تخنقك .. تحبس أنفاسك الحارة التي لا تكاد أن تخرج ..
تتسائل مره أخرى : هل يعقل إنني أحمل كل هذه الكمية من الغباء ؟!!
هل يعقل انني ساذج إلى ذلك الحد الذي جعلني اشعر اليوم بما اشعر به ؟!!
لم كل هذا الاحتقار والاستهزاء ؟!!
لم كل هذا الاستغلال ؟
اين كنت ؟ وفي أي جزئية من جزئيات هذا العالم توقف بي الزمن ؟ لم دفنت نفسي وسخرتها لمثل هؤلاء ؟!!

والمضحك في كل هذا .. أنني كنت أظن أنه لم يعد هناك إلا القليل لأصل إلى الحلم .. حلمي وحلمهم ؟ حلمي الذين كانوا هم أول أولوياته ! وأول خطواته !
نعم كنت أخطط واسخر كل شيئ ليشملهم .. لم أستثنهم يوماً من أي خطوة أقدم عليها ..
يال سخرية القدر بينما كنت أنا أفكر فيهم طوال الوقت .. كانوا هم لا يضيعون أي وقت لأقصائي واستغلالي ليصل كل منهم إلى مبتغاه الذي لم أجد لي في أيٍ منها موضع قدم ..
لأصحوا بعدها على عمر انقضى وحياة يبدو أنها كانت من سراب ..

ليست هناك تعليقات: