12‏/12‏/2009

الشر القادم من الغرب

يتغنى الكثيرون بعلاقة الشرق والغرب منذ فجر التاريخ ، ونقرأ الكثير مما كتبه المستشرقون عن ليالي الف ليلة وليلة بين قصور الشرق العبقة برائحة البخور الذي يتراقص دخانه مع ترنيمات العود وتمايل الجواري أمام شهريار الشرق وزير النساء ، وعن الحوانيت المملوءة ببهارات الكاري ورائحة البن والقهوة العربية ..
لكننا اليوم لا نؤمن إلا بشيئ واحد فقط هو الشر الذي يضمره الغرب للشرق ، حروب مدمرة ، وتدخلات سافرة ، وتصريحات هادرة تكشف عن مدى البغض الذي لا أظنه وليد اللحظة بين الشرق والغرب ، تعالي الغرب يبدو واضحاً جداً من خلال منع الطموح النووي لبعض دول الشرق في النمو ومحاولتها جاهدة لحظر انتشار السلاح النووي وخاصة في الشرق الأوسط ( باستثناء الأبنة المدللة طبعاّ ) !
متسائلين دائماً لم لا تبدأ حظر هذه الأسلحة من بلدانها وأقطارها أولاً ، هكذا تقول المعادلة المتوازنة .. إذا كانت تريد فعلاً احلال السلام في العالم حقاً حسب زعمها ..
ثم هانحن ايضاً أمام احتلال للأرض و للبشر وللثروات من قبل الغرب على الشرق أيضاً بدعوى تثبيت اركان الحكم واحلال السلام ، بعد ان تلاشت حجتهم الواهية بالتفتيش عن وجود أسلحة دمار شامل ، مزهقين الأرواح ومذكين روح الطائفية المقيتة بين ابناء الوطن الواحد ليحتدم الصراع وتبقى سلسلة ذريعتهم محكمة دون انفراط ليمتصوا الثروات ، ويبدلوا الحكومات على أهوائهم لتضل محابية لهم منفذة لرغباتهمم .
ومن ابرز الأدلة الشاهدة عن هذا الشر القادم من الغرب الذي سيطال الشرق والغرب معاً هذه المره لسوء تقديراتهم ربما لهذه المرة هو المؤتمر الذي عقد في كوبنهاجن عن المناخ والتغبرات المناخية والتي تتسبب بها الدول الصناعية الكبرى (دول الغرب طبعاً) محدثة بذلك خلل بيئي كبير مؤدياً الى عدم توازن بيئي نتيجة للأحتباس الحراري وتوسع ثقب الأوزون .
الكوارث الطبيعية وانتشار الأمراض والجفاف والتقلبات المناخية غير المتوقعة ستصيب دول العالم أجمع هذه المره سيتذوق الغرب شيئاً من عواقب استهتاراتهم لكن ما أظنه غير عادلاً ان يكون للدول النامية الصغيرة التي لاحول لها ولا قوة والتي لا تمتلك مصانع كبيرة او ليس لها دوراً يذكر في تلويث البيئة (والتي معظمها من الشرق طبعاً ) سيكون لها نصيباً من هذا كله .
اللفتة الأنسانية في المؤتمر بمطالبة الدول الغنية بالتبرع بالأموال للدول النامية لمواجهة مثل هذه التغيرات هو الأجمل ، والذي يطالب الغرب بالتكفير قليلاً عن ما يقترفونه ازاء من يشاطرهم هذه الأرض .
قد يفكر القارئ لكلامي هذا أني متحاملة كثيراً على الغرب لكنني لست كذلك ابداً بل اتمنى ان يتجرد جميع البشر من كل الفوارق التي تفرق بينهم وجعل العلاقات الأنسانية وحق الحياه الكريمة هي القاسم المشترك لجميع البشر دون تفريق بين الشعوب بسبب اللون أو اللغة أو الديانة أو أي اعتبارات اخرى ، نريد الأرض دولة واحده شعارها السلام للجميع دون المزيد من اراقة الدماء ونشر الدمار .

هناك تعليق واحد:

Arwa Ahmed يقول...

أسلوبك أكثر من رائع...