04‏/02‏/2010

الحوار .. نتمنى أن لا يصبح مجرد خوار

تعتمل الأحداث وتتشابك على الساحة اليمنية في هذه الأيام وتشهد حراكاً سياسيا على نطاق واسع فمعظم اليمنيين في هذه الآونة إن لم نقل كلهم أصبحوا محللين سياسيين ونقاد وأصبحت كل أحاديثهم تتمحور حول السياسة والأوضاع الراهنة لليمن ومؤتمر لندن متناقلين ما تبثه الفضائيات المختلفة والتي أصبح في نشراتها الإخبارية موضوع اليمن هو الموضوع الأول بعد أن كانت تتبوأ أخبار الأراضي المحتلة (فلسطين ، العراق ) هذه المنزلة (هنيئا لنا الشهرة ) !!
وحيثما اتجهت وحتى عند ما تستقل الباص عائدا إلى بيتك بعد يوم حافل بالمتاعب وهروباً من أشعة الشمس الحارقة بعد انتظار دام لساعات حتى تحظى بمقعد مهترء أو حتى نصف مقعد المهم أن تجد شيء يجرك إلى البيت حتى إذا كان باصاً يفتقر لأبسط مقومات السلامة ما تلبث أن تسمع احدهم يبدأ بالحديث عن الأوضاع المستجدة وعن الحوثي وعن الحراك والكل يتجاذبون معه الحديث منهم مؤيد ومنهم معارض ومنهم من ينظر إلى كل هذا بامتعاض شديد ومنهم من يتجاذب أطراف حديث بصوت خافت هناك في تلفونه المحمول مستغلاً انشغال الكل موزعاً نظراته تارة إلى الشارع وتارة إلى الفتاة القابعة في الكرسي الذي أمامه التي بدت بدورها متضايقة جداً ربما منه، أو ربما من الدخان الذي ينفثه ذلك البدين من ورائها أو ربما من الأصوات المتعالية والصاخبة (للمحللين السياسيين!!) الذين تفاعلوا مع الحديث حتى تظن أنهم بين فينة وأخرى سوف تحدث مشاجرة طاحنة بينهم .. قد تكون أنت أحد ضحاياها !
المهم عودة أخرى إلى موضوعنا الأساسي فبعد أن وصلت إلى المنزل مساء ذلك اليوم المريع(بالمناسبة لقد احتدم النقاش لكن لم يحدث اشتباك بالأيدي هذه المره ستر الله ؟! ) ليلتها أظنني قد اعتديت سياسة فأحببت أن أكتب عن الشغل الشاغل وحديث الساعة في هذه الأيام ألا وهو الحوار وما أدراك ما الحوار ؟!!
مؤتمر الحوار الذي دعا له رئيس الدولة ورحبت به جميع القوى السياسية (كما يقال!!) , خطط لهذا الحوار أن يكون منضوياً تحت قبة مجلس الشورى وخصصت لجنه تحضيرية خاصة للأعداد لهذا المؤتمر وحتى ما يقارب على الخمسين يوماً وما زال الإعداد لهذا المؤتمر الذي طال به الأمد ربما بسبب الإجماع والمباركة من جميع الأطياف السياسية (كما قلنا سابقاً ؟!
أو ربما انتظارا للنتائج التي سينبثق عنها مؤتمر لندن أو ربما لموانع أخرى نجهلها ...
ما يهم الشارع اليمني والمواطن البسيط من هذه المعمعة هو ضرورة الالتفاف الوطني بين جميع الفرق المختلفة وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة والاتفاق لا الافتراق ومناقشة جميع القضايا الشائكة وإيجاد حلول للتخفيف من الفقر والبطالة وكيفية التغلب على شحة الموارد (التي لم نعد ندري هل هناك شحه في الموارد فعلاً كما يقال؟ ونتساءل متى استنزفت هذه الموارد حتى قلت وشحت بهذه السرعة؟! أم أن الشحه المقصودة ما هي إلا تعني عدم توفر الإمكانيات الكافية للبحث واستغلال هذه الموارد ) وإحداث تنمية في كافة المجالات ..
أخيراً أتمنى كما هي أيضا أمنية جميع اليمنيين النجاح لهذا المؤتمر والخروج بنتائج وحلول ناجعة وقابلة للتنفيذ ومرضية للجميع وللوطن في الأول والأخير ( نتمنى أن لا يصبح مؤتمر الحوار الوطني مجرد مؤتمر للخوار )

ليست هناك تعليقات: